أجريت في
عام 2021 دراسة حول الصحافة الورقية الحزبية، نشرها مركز معارف للدراسات والأبحاث،
وقفت فيها على رقم دال يتعلق بمعدل تصفح المغاربة للجرائد الورقية بشكل عام والصحف
الحزبية بشكل خاص، بحيث عبر 2 في المائة فقط من المبحوثين عن كونهم من الفئة التي
تتصفح الجرائد الورقية، مع الانتباه إلى وجود اختلال في مسألة الاستدامة، التي
تجعل فعل التصفح فعلا متفاوتا بين تصفح دائم وبين تصفح متقطع.
بعدها
جاءت دراسة ميدانية أعدها المعهد المغربي لتحليل السياسات حول “حرية التعبير
والولوج إلى المعلومات في المغرب” في سنة 2023 في إطار مشروع مشترك مع المنتدى
المغربي للصحافيين الشباب ومنظمة “INTERNEWS”، لتؤكد أن 6 بالمائة من المبحوثين المغاربة
فقط قالوا إنهم يحصلون على المعلومات من الصحف الورقية، ويمكن اعتبار هذه الدراسة
متفائلة مقارنة بالدراسة السابقة، غير أن مسلسل الدراسات الميدانية تتولى تبعا للمحطات
والموضوعات المثارة.
والجديد
اليوم في سياق الدراسات والأعمال الرصيد هو إصدار الهيئة العليا للاتصال السمعي
البصري تقريرها السنوي برسم سنة 2022، الذي يطلعنا على أن 2 في المائة من المغاربة
البالغ عمرهم خمس سنوات فأكثر يتابعون الأخبار في الصحافة المكتوبة في سنة 2021،
وأن هذا الرقم تراجع إلى 1.2 في المائة في سنة 2022، أي أنه يؤشر على استمرار
الانحدار في اتجاه درجة الصفر.
إن
استمرار الوضع في التقهقر يدل على عدم القدرة على وضح حد لمشكلة عويصة تتجلى في
أزمة القراءة، دون إغفال عوامل تتعلق بسؤال الجودة في الكتابة والقدرة المالية والهجرة
الواسعة نحو العالم الرقمي وما إلى غير ذلك من الأمور والمشاغل التي تزداد يوما
بعد يوم وتثقل كاهل الفرد المغربي، والحل الصعف يكمن في ثورة ثقافية كما يقترح
المفكر حسن أوريد، وهكذا عنون إحدى كتبه بـ"من أجل ثورة ثقافية في
المغرب"، وبالتالي فإن أي حديث عن حل لمشكل القراءة يمر بالضرورة عندها.
عبد الله أموش

.png)
.png)

يمكن كذلك ملاحظة مشكل النخبة الذي يزيد الأمور سوءا
ردحذف